أخي المسلم، إن الدنيا دارُ بلاء واختبار ودار عمل، والآخرةَ دارُ حساب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل يقول إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة ". رواه البخاري.
أخي المسلم، إذا ابتليت بمصيبة أو حلت بك نكبة أو فاجعة فكن صابراً محتسباً ولا تفتر عن ذكر الله وقل " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" و " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " وإياك ثم إياك أن تعترض على حكم الله وقضائه وقدره فإن لله ما أعطى ولله ما أخذ، ولا تتسخط على الله فإنك تعيش في ملكه وتأكل من رزقه ولا تستغني عنه طرفة عين ولو شاء الله لقطع عنك الهواء والماء، ولو شاء لخسف بك الارض ولجعلك هباء منثوراً.
فيا عجباً من هؤلاء الذين لا يتورعون عن الاعتراض على حكم الله والذين يسارعون إلى سب الخالق العظيم أو سب الملَك عزرائيل عليه السلام حين تحل بهم مصيبة في النفس أو المال أو الولد.
هل نسي هؤلاء أن فرعون المتكبر الذي قال: "أنا ربكم الاعلى" قد أماته الله وأتباعه بالغرق وأن قوم هود أهلكهم الله بريح صَرصَرٍ عاتية.
وهل ظن هؤلاء أنهم إذا سبوا الله أو الإسلام أو النبي أو الملَك أو القرآن ولو حين الغضب يُحْيُون ميتا قد مات أو يرفعون عن مريض داء قد حل أو يعيدون مالا قد ذهب وضاع.