ذَّبتُ نفسي قبلَ ثانيتينْ
هلْ قلتُ كم زادَ افتتاني
بالأصابعِ واليدينْ
هلْ قلتُ بسمتُكِ تدقُّ القلبْ،
كمْ صرتُ أطربُ
من صدى جرسِ الكنيسةْ
وترنّمِ العصفورِ فوقَ حنينهِ
هذَّبتُ نفسي مثل حزنِ النايْ
تتموسقُ الخطواتُ والأوقاتُ
أرقصُ مع نسيمِ البحرِ
أبكي تحتَ نجمٍ تائهٍ
من قالَ إنَّ النجمَ أبهتُ
من صباحِ الصيفِ
أو من برقةٍ في غِمدِ سيفْ
هذّبتُ نفسي
كانسكابِ العطرِ فوقَ العنْقِ
كالزهرِ المُضيءِ
على ضِفافِ الصدرِ
كالنهرِ المسافرِ في عيونِ غزالةٍ
هذّبتُ نفسي
مثل خطوةِ نسمةٍ
ودموعِ طيفْ
هذّبتُ نفسي
فامتلأتُ بصوتكِ
وأريدُ أن أصفو كمشوارٍ
على وترِ الكمانْ
هذّبتِ زهوَ المهرِ
رَحلاتِ الحَمامْ
هذّبتِ طبعَ الليلِ:
باتَ النجمُ يهمسُ قصّةَ الأحلامِ
في أذنِ الظلامْ
عمّا قليلٍ تنعسُ الأحلامُ
تخلعُ غيمها وتنامْ
هذَّبتِني لا واقعٌ يبقى
على طرفِ القصيدةْ
لا هامشٌ للحلم
والطرقِ البعيدةْ
ورفعتني
كمقامِ صوفيٍّ
ورغبةِ عاشقٍ
وكصمتِ بوذيٍّ
ونشوةِ عازفٍ
وطلوعِ شمس الحبِّ
من شَفَةِ القصيدةْ
هذّبتني